حكم القضاء الفرنسي يوم الخميس في 25 أيلول/سبتمبر الجاري على الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي بالسجن لمدّة خمس سنوات بعد أن أُدين بالتآمر لتشكيل "مجموعة من الأشرار" بهدف الاستفادة من أموال ليبية، دفعها نظام معمّر القذافي المخلوع عبر وسطاء (ليبيّين وفرنسيين ولبناني وجزائري) لأبرز معاونَين لساركوزي، صديقه الشخصي ووزير داخليّته كلود غِيان ووزيره لشؤون الهجرة والعمل بريس أورتفو، اللذَين صدرت بحقّهما أيضاً وبحق الوسطاء أحكام بالسجن تتراوح بين سنتين وست سنوات. وأُضيفت الى الأحكام غرامات مالية ومنعٌ من التعاطي بالشأن العام أو ممارسة السياسة لفترات مختلفة.
وسبق للقضاء أن حكم قبل أشهر على ساركوزي بالسجن بتهمٍ أُخرى تتعلّق بالفساد واستغلال النفوذ والتنصّت وغيرها من الجنايات التي أظهرت الى أي حدّ كان سلوك الرئيس اليميني مناقضاً لادّعاءاته حول الشفافية والإصلاح والتغيير في فرنسا. والأهمّ، ولنا عودة الى ذلك، أظهرت الاتهامات والأحكام الصادرة بموجبها أن الرئيس الأكثر تشدّداً تجاه المهاجرين والفرنسيين ذوي الأصول المهاجرة، الذي اشتُهر وزراؤه وأصحابه بالتصريحات العنصرية – وسبق أن أدان القضاء أورتفو ذاته في هذا السياق – كان في نفس الوقت مستعداً للانبطاح أمام حكّام عرب لقاء رشاوى يتقاضاها ليُنفقها سياسياً داخل حزبه وعلى حملاته الانتخابية.