مرّت قبل ثلاثة أيام (في 16 أيلول) الذكرى السنوية الثالثة والأربعون لمجزرة صبرا وشاتيلا التي ارتكبتها ميليشيات تابعة "للجبهة اللبنانية" بإشراف إسرائيلي، وأدّت الى مقتل المئات من النساء والأطفال والمسنّين الفلسطينيين والعشرات من اللبنانيين في المخيّمين وفي الشوارع المحيطة بهما جنوب بيروت، بمحصّلة قدّرتها المؤرخة الفلسطينية بيان نويهض الحوت بـ1300 ضحية.
والمجزرة هذه، التي حضر الاجتماعات التحضيرية لها إيلي حبيقة وميليشياويّون لبنانيون آخرون ومسؤولون عسكريون ومخابراتيون إسرائيليون بينهم رئيس الأركان رفائيل إيتان وضبّاط كانوا على اتصال مباشر بوزير الدفاع أرييل شارون، استمرّت ثلاثة أيام، أطلق الجيش الإسرائيلي خلالها ليلاً قنابل مضيئة لمساعدة المسلّحين على العثور على ضحاياهم. وهي جاءت بحسب المبرّرين لها انتقاماً لاغتيال بشير الجميّل في 14 أيلول 1982.
وبمعزل عن تهافت الاتهام للفلسطينيين باغتيال القائد العسكري "للجبهة اللبنانية" الذي انتُخب في ظلّ الاجتياح الإسرائيلي للبنان وحصار بيروت الغربية رئيساً للجمهورية، إذ أن من فجّر المقرّ حيث كان مجتمعاً بكوادر حزب الكتائب هو اللبناني حبيب الشرتوني العضو في الحزب القومي السوري الاجتماعي، وبمعزل عن عدم وجود أي حدث بالمطلق يبرّر أصلاً الهمجية التي أفضت مجازرَ قتلٍ وتعذيب، فإن ما جرى في صبرا وشاتيلا لم يجر ما يُماثله طيلة الحرب اللبنانية وفصولها الدموية المختلفة.