مرّت أشهر عدّة على حضور رئيس النظام السوري
بشار الأسد القمة العربية في جدّة بعد سلسلة مصالحات وفّرتها له الرياض، التي
أرادت للاجتماع المعقود على أراضيها أن يُظهر استتباباً لأحوال الأنظمة العربية
بمعيّتها ورعايتها، على نحو يطوي تبِعات مرحلة الثورات والاضطرابات، ويستعيد بعد
"انتصار" الثورات المضادة، استقراراً تعدّه ضرورياً لإطلاق ديناميات
اقتصادية جديدة في المنطقة.
على أن الأشهر التي مرّت منذ التقاط الصورة العربية "العائلية" بين الرؤساء والملوك والأمراء، لم تشهد أي تطوّر سياسي أو اقتصادي يوحي بسلوك التطبيع مسالك جدّية تُتيح لنظام الأسد البدء بما يُسمّيه "إعادة الإعمار" وإنهاء العزلة الدولية التي يقبع فيها. وهذا يشبه ما جرى أيضاً قبل خمس سنوات، حين طبّعت الإمارات العربية المتحدة ومعها البحرين مع الأسد، من دون أن ينعكس الأمر تغيّراً ملموساً على أرض الواقع، في ما عدا بعض المساعدات المالية التي استفادت منها آلة حرب النظام في إدلب وشبكات الزبائنية المرتبطة بها.