Saturday, July 11, 2020

لبنان الذي مات وبقيَ ناسُه

ثمة بلد صغير قضى نحبه منذ أيّام. بلد تعرّض خلال نصف قرن من الزمن - هو عمر نصف سكّانه - لِما لا طاقة لقارةٍ بأكملها على احتماله: حروب أهلية طاحنة، واجتياحات أجنبية واحتلالان طويلان، ودمار وتهجير وهجرة واغتيالات وانهيارات اقتصادٍ وعُملة، وسطوة نُخبٍ سياسية ومالية من أسوأ ما قد يُبتلى به مجتمع في العالم.
قاوم معظم ناس البلد الموتَ كثيراً قبل ذلك. وعبّروا عن مقاوماتهم بطرق مختلفة. بعضها شجاع كريم، وبعضها مُتحايل ومراوغ، وبعضها الآخر مكتفٍ بعدم تصديق احتمالات الموت نفسه.
غير أن الموت حصل في النهاية ومحا الفوارق بين مقاوميه ورواياتهم، وأطاح بمخيّلاتهم وادّعاءاتهم. فما الذي يبقى لهم اليومَ بعد موت بلدهم كما عرفوه؟