Thursday, November 29, 2012

الدولة المعلّقة

يبدو النظام السوري اليوم، بعد واحد وعشرين شهراً من الثورة، مزيجاً من "الدولة البربرية" (مثل ما أسماه ميشال سورا قبل ثلاثة عقود) و"الدولة المعلّقة".
فَهو فقد كامل سلطته الرمزية في المجتمع، وفقد معها كل ما بناه على مدى 42 عاماً من ثقافة عبادة الفرد. كما فقد قدرته على إلزام الناس بشروط الطاعة، أو التظاهر بها خوفاً من العقاب. وفقد فوق ذلك المقدرة على التلويح بالعنف أو حصر استخدامه الشديد موضعياً لتعميم الرعب منه وفرض الردع وتعميمه على باقي المواضع من خلاله، بعد أن سبق ودفع على مدى أشهر بكلّ ما عنده من نيران وتدمير، ولم يفلح في وقف تقدّم أعدائه او تقليص رقع انتشارهم أو حتى ابتزازهم ليرتدعوا.

Tuesday, November 20, 2012

غزّة وسوريا و"خطأ" الميادين

نشرت صفحة "قناة الميادين" على الفايسبوك بعد ظهر الأحد في 18 تشرين الثاني صورة مروّعة لثلاثة أطفال وامرأة مضرّجين بدمائهم، وقالت إن الصورة هي من مجزرة غزة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الاسرائيلي ظهر اليوم نفسه. وقد تبيّن بعد ساعات قليلة من النشر أن الصورة لم تكن من غزّة بل من سوريا، وأن شريط الفيديو المأخوذة منه موثّق ومرفوع على اليوتيوب قبل أكثر من شهر (أي في تشرين الأوّل الماضي)، وهو مصوّر في الحراك في محافظة درعا.
ورغم أن 2550 شخصاً كانوا قد نقلوا الصورة عن صفحة القناة قبيل منتصف الليل (مع 992 لايكاً و667 تعليقاً)، فإن الصورة سُحبت من الموقع صبيحة الإثنين، ولا أعرف إن كانت القناة قد اعتذرت من مشاهديها ومن زوّار صفحتها ومن ناقلي الصورة عن الخطأ الذي وقعت وأوقعتهم فيه. 

Tuesday, November 13, 2012

مهمّة الائتلاف الوطني

يصعب تحديد موقف دقيق من التطوّرات السياسية والتنظيمية على جبهة المعارضة السورية. ذلك أن "النفعية" وحدها صارت اليوم، بعد عشرين شهراً من عمر الثورة وبعد 40 ألف قتيل ومئات ألوف الجرحى والمعتقلين والنازحين، معيار قياس الأمور الأوّل.

Friday, November 9, 2012

عن الوضع الفلسطيني

يشعر كثر من المثقفين والناشطين الفلسطينيين بالحسرة على ما آلت إليه أوضاعهم في الأعوام الأخيرة. فالفلسطينيون كانوا على الدوام طليعيين في حراكهم السياسي وتعدّد اتجاهاتهم وأحزابهم وتياراتهم في عالم عربي حكم أكثر دوله الاستبداد والحزب الواحد أو العائلة وأقاربها. وهم كانوا أيضاً في انتفاضاتهم المتلاحقة، وأهمّها شعبياً إنتفاضة العام 1987 ضد الاحتلال الاسرائيل وضد العجز والتواطؤ الدوليين، سبّاقين على جميع الحركات الشعبية العربية وانتفاضاتها. فإذا بهم، حين دخل العالم العربي مرحلة تغيير كبرى مع اندلاع الثورات في تونس ومصر وليبيا والبحرين واليمن وسوريا عام 2011، ومع تقدّم الحراك الشعبي في أكثر من بلدٍ آخر، يبدون عاجزين عن المواكبة وعن الثورة على أوضاعهم الداخلية أولاً وعلى الاحتلال الخارجي – الاسرائيلي ثانياً.