تسود في بعض الأوساط الثقافية اللبنانية، الشابة عمراً
أو المتحدّرة من أصول يسارية، مقولات من نمط أن لبنان "كذبة"، وأن
الكذبة تلك ساهم الرحابنة وفيروز في صياغتها، أو أنها بالأحرى صاغت جوانب عديدة
ممّا قدّموه فنّياً على مدى عقدين من الزمن.
ويُنسب بهذا المعنى لمسرحيّاتٍ وأغانٍ رافقت جيلَين على
الأقل من اللبنانيين بناؤها لأوهام وركونها الى المبالغات الشعرية، بأسلوب درامي
يجمع بين المخيّلة السياسية القرويّة الفقيرة والخطاب الوطنيّ المجرّد من أي علاقة
بإشكاليات الاجتماع السياسي وهشاشة توازناته وواقع الصراعات فيه.