Tuesday, August 31, 2010

دولة ومقاومة وشعب

قد يكون أخطر ما في أحداث برج أبي حيدر والبسطة والنويري، إن كانت "فردية بين أبناء الخندق الواحد" على ما تقول الأسطوانة السمجة أو "أهلية" على ما هو رائج في الشارع المحتقن أو مخابراتية لبعث رسائل حول معاني الفتن واحتمالاتها والحاجة تالياً الى طرف يلجمها ويردع انفلاتها، قد يكون أخطر ما فيها، هو السعي الى لملمتها وإنهاء ذيولها من خلال لجان تنسيق ميداني وأمني تبدو الدولة فيها بأجهزتها على قدم المساواة مع جهازين حزبيّين – مذهبيين.
والأمر هذا يتكرّر منذ فترة ولو مع أطراف يختلف بعضها. وسمعنا به بعد أحداث في عائشة بكار، ثم في نواحي أخرى في غربي العاصمة، ومؤخّراً بعد الاشتباكات الأخيرة.
الخطورة تكمن في أن التنسيق يشرعن أولاً حق أحزاب بامتلاك السلاح وتكوين الأجهزة الأمنية والقتالية، ويبني ثانياً علاقة شراكة بين قوى الدولة النظامية وقوى ميليشياوية، فيُدعى مسؤولون من الأخيرة الى اجتماعات بوصفهم ذوي صلاحيات "أمنية" تتيح لهم المشاركة في إدارة الأمن الوطني وضبط الشارع.

Tuesday, August 10, 2010

حول مؤتمر السيد نصر الله

يمكن القول إن مؤتمر السيد حسن نصر الله يوم الإثنين في 9 آب 2010 كان عبارة عن حملة إعلامية إستباقية موجّهة الى الرأي العام العربي، تماماً كما قال نصر الله نفسه في آخر اللقاء، للدفاع عن صورة "حزب الله"، عبر البوح بمقولة تدغدغ عواطف كثر من العرب وتقع عليهم وقع السحر: "إبحثوا عن إسرائيل، فهي خلف كل الجرائم والمؤامرات، واعرفوا أن اتهامنا من قبل المحقق الدولي (إن تمّ) هو انتقام من مقاومتنا، وهو بوحي من تل أبيب".
على أن إسرائيل، وهي فعلاً مسؤولة عن كمّ هائل من الاغتيالات والمجازر والفظاعات على مدى العقود الماضية، لم تبدُ البارحة (للأسف) مدانةً في جريمة اغتيال الرئيس الحريري، على الأقل استناداً الى ما تقدّم به السيد نصر الله من أدلّة.

Wednesday, August 4, 2010

2010 1990 1976

تشير تواريخ الأعوام 1976 و1990 و2010 الى مفاصل هامة في علاقة النظام السوري بالشأن اللبناني وتعقيداته.
- ففي العام 1976، اجتاح الجيش السوري لبنان تحت مظلة قوات الردع بغطاء عربي وبموافقة أميركية ورضى إسرائيلي.
رحّبت أحزاب الجبهة اللبنانية بالدخول يومها، كما رحّبت به حركة أمل إضافة الى حزب البعث وتنظيم الصاعقة الفلسطيني وغيرها من القوى المتقاتلة.
في المقابل، تصدّت للاجتياح الحركة الوطنية بقيادة كمال جنبلاط ومعظم فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، وتوهّم اليساران اللبناني والفلسطيني أن الصدام العسكري مع الجيش السوري كفيل بزعزعة النظام في دمشق نفسها وإنزال الهزيمة به.
ومع سيطرة القوات السورية على معظم المناطق اللبنانية ثم مع اغتيال كمال جنبلاط، استُهلّت مرحلة جديدة من الحرب اللبنانية هي مرحلة الانتقال من السياق الأهلي للاقتتال الى السياقات الإقليمية، وهذا ما سيستمر طيلة السنوات الأربع عشرة التالية.