ثمّة في حياة هاني فحص
المكثّفة عناصر سيرة شيعية جنوبية لبنانية امتدّت عقوداً، قبل أن تتضافر ضدّها
مجموعة عوامل داخلية وإقليمية فتغيّرَ من مسالكها المتعرّجة وتخطَّ لها مسلكاً
واحداً جديداً.
فهاني فحص، ككثرةٍ من
أبناء الجنوب وبناته، التحق بالكفاح الفلسطيني في أواخر الستينات وأطلّ منه على
الواقع اللبناني، فقارع المدافعين عن النظام السياسي القائم وعن نُخَبه في توارثها
للمواقع والمنافع وفي سدّها المنافذ أمام الإصلاحات والتغييرات واحتمالات التحوّل
السياسي المرافق للتحوّلات الاجتماعية في البلاد. وككثرة من أبناء الجنوب أيضاً،
مال فحص وقتها الى اليسار، ووفّق بين شيعيّته وما كان للاجتهاد وللقلق والعصامية
من سماتٍ لجوانب فيها، وبين علمانية أراد ذاك اليسار إلباسها للدولة والمجتمع.