يزداد ارتباك بعض اللبنانيين تجاه الوضع في سوريا بعد تصاعد الثورة وتمنّعها على القهر رغم بربرية النظام في التعامل معها ورغم الصمت العربي والدولي المشين تجاهها.
واللبنانيون هؤلاء، درجوا على ادّعاء نزاهة واستقامة في المواقف لا هوادة فيها. فإذا بهم مع انطلاق الانتفاضات في درعا ثم بانياس ودوما يختبئون في صمتهم تجاه ما يجري خلف إسلامية مزعومة للتحرّك تارة وخلف صمت لبنانيين آخرين تجاه ما جرى في البحرين من قمع شنيع تارة أخرى، وخلف مشاريع إمبريالية تدير الدفّة أو أدوار منسوبة لشخصيات سورية من ماض بائد تارات وتارات. وقد كان رهانهم، كما ذكر أحدهم في آذار الماضي، أن تُخمَد الثورة بسرعة. ظنّوا أن حرجهم لن يدوم أكثر من أيام أو أسابيع تَخنق فيها أجهزة السلطة السورية الحراك الشعبي، فيطوون صفحة الحرج ويعودون الى ممارسة تبجّحهم بالثورة المصرية وبالربيع العربي و"أزهاره" (رغم أن لا شبه بين ما يُرفع في هذا الربيع من شعارات تكاد تكون محصورة بالحرية والكرامة والمواطنة وبين شعاراتهم ومناطحاتهم الورقية للإمبريالية).