لم تكفِ خسارة مرشّح حزب الله سليمان فرنجية في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية اللبنانية المعقودة في البرلمان في بيروت في 14 حزيران/يونيو لسحبه من السباق الرئاسي. ولم يكفِ تقدّم منافسه جهاد أزعور، المدعوم من الكتل المسيحية الكبرى ومن كتلة وليد جنبلاط ومن عددٍ من النواب المستقلّين والمعارضين، لإبقائه في السباق إياه. ذلك أن الفارق بالأصوات لم يكن كبيراً (8 أصوات)، والأهم أن أزعور لم يتخطّ عتبة ال64 صوتاً التي كانت لِتُظهرَ أنه لولا تعطيل حزب الله ورئيس البرلمان للنصاب في الدورة الثانية (حيث الأكثرية البسيطة تكفي للفوز)، لحُسِمت النتيجة.
والحقّ أن التعطيل كان متوقّعاً، بعد إحدى عشرة جلسة انتخابية في الأشهر السبعة الماضية تعذّر خلالها انتخاب رئيس، وبعد تبدّل التحالفات السياسية (ولَو مؤقّتاً) وسعي الأطراف جميعها الى تحسين شروطها قبل جولة مفاوضات وترشيحات جديدة.
فلماذا استمرار التعطيل في ظلّ نتيجة لم تفضِ الى تفوّق حاسم لأحد؟ وكيف يمكن تفسير التعذّر الرئاسي والاستعصاء السياسي في البلد ككلّ رغم الانهيار الاقتصادي والمالي المُتطلّب إعادة تشكيلٍ للسلطة التنفيذية على أمل الحصول على مساعدات دولية؟