بعد أكثر من نصف قرن من
استقلال الجزائر، وبعد أربعين عاماً من الطفرة النفطية وعائداتها ومن ادّعاءات
التحرّر والتقدّم وتحقيق العدالة الاجتماعية، يتوجّه رئيس البلاد وزعيم نظام الحزب
الواحد فيها كلّ ما أصابه داء الى مستشفيات فرنسا، الدولة المستعمرة السابقة،
للطبابة والنقاهة. وكذا يفعل غيره من وجهاء البلاد ومن قادة المؤسسة الأوسع نفوذاً
فيها: الجيش.
والأمر نفسه يسري على كل
طالب علم محظوظ بتأشيرة خروج نحو "الغرب" يحصل عليها بشقّ النفس، وكل
طالب استثمار أو رجل أعمال جمع أموالاً مشروعةً أو غير مشروعةٍ يرى في المصارف أو
العقارات الأوروبية "ضمانة" له، دون أن ننسى طالبي العمل والهجرة ممّن
لا يتردّدون بركوب البحر على قوارب ما من ضمانات لوصولها سالمة الى الضفّة
الشمالية.