Monday, May 6, 2024

الحرب الأخيرة أو الكتابةُ في مواجهة الإبادة

"هُنالك مَوْتى ينامونَ في غُرفٍ سَوْفَ تَبْنونَها. هنالك مَوْتى يَزورون ماضيَهُم في المَكان الّذي تَهْدِمونْ. هنالك مَوتى يمرّون فَوقَ الجسورِ […]. هنالِك مَوتى يُضيئون لَيْل الفَراشات، مَوْتَى يجيئونَ فَجْرًا لكي يَشْربُوا شايَهم مَعَكُم، هادِئينْ كما تَرَكَتْهمْ بنادُقكُم. فاتركوا يا ضُيوفَ المَكانْ مَقاعَد خاليةً للْمُضيفينَ، كي يَقْرأُوا عليكُمْ شُروطَ السّلامِ مَعَ المَيّتين!" – محمود درويش، خطبة الهندي الأحمر، 1992.

بمقتطفات من هذه القصيدة الملحمية، ختم الياس صنبر، الكاتب والمترجم ومؤسس "مجلة الدراسات الفلسطينية" بالفرنسية وسفير فلسطين السابق في اليونيسكو، كتيّبه المعنوَن "الحرب الأخيرة؟"، الصادر في نيسان/أبريل 2024 عن دار غاليمار في باريس.

والكتيّب أو المنشور، عرضٌ مكثّف ومركّب في 45 صفحة لملامح الحرب الدائرة في غزة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، واستذكار لحقبات ومراحل من كفاح الفلسطينيين الطويل في مواجهة الإبادة: الإبادة السياسية التي شكّلت النكبة العام 1948 قوامها وبنى الصهاينة قبلها ثم على أساسها فكرة نفي وجودهم كشعب مقيم فوق أرضه. والإبادة الجماعية التي تُنزلها بهم إسرائيل اليوم في حربها المتواصلة منذ 7 أشهر، وسط حملات دعائية تنزع عنهم الأنسنة وتشكّك بمعاناتهم وبأرقام ضحاياهم وبالمصطلحات القانونية الواجب استخدامها لتوصيف ما يتعرّضون له من تدمير ومجازر وانتهاك وتهجير.