تنحو أكثر الكتابات السياسية العربية واللبنانية الى ما يشبه
تجريم الفدرالية واعتبارها تآمراً أو تفتيتاً أو تحفيزاً لمشاريع الانفصال. وثمة
أسباب كثيرة لهذا الموقف إن في الدول التي
اعتنقت إيديولوجيات قومية أو وطنيّة صاهرة لجماعات متعدّدة داخلها، أو في الدولة
اللبنانية حيث هشاشة الإجماعات والتسويات تستدعي على الدوام تخويناً لما قد يبدو
دعوات "انعزالية" أو تفكيكية لكيان ظلّ منذ نشأته عرضة لتشكيك في
مشروعيّته داخلياً وخارجياً.
في الأسطر التالية استعراض لخمسة أسباب تفسّر الموقف التجريمي للفدرالية، ونقاش في بعض جوانب الأخيرة.