لم يعرف اليسار الفرنسي منذ قيام الجمهورية الخامسة العام 1958 حالة تراجع وتردٍّ كالتي يعرفها منذ أربع سنوات. ولا شكّ أن الانتخابات الرئاسية المقبلة في شهر نيسان/أبريل المقبل ستُترجِم هذا التراجع إلى ما هو أسوأ نتيجة لليسار منذ عشرات السنين.
ولهذا
التراجع أسباب عديدة، فكرية وسياسية وتنظيمية.
السبب الأول من بينها، وهو لا يُذكر كفايةً، برنامجي، اقتصادي-اجتماعي. ذلك أن فرنسا اليوم هي (مع السويد) أكثر الدول الغربية محافَظةً على إرث اشتراكي وعلى دور رعائي للدولة، رغم كل محاولات قضمه في العقود الأخيرة ورغم تقليص الموازنات الاجتماعية والسعي لتغيير قوانين وتشريعات بحجّة الإصلاح وتحسين الشروط التنافسية للقطاعات الاقتصادية الفرنسية.