تختلف الدلالات السياسية لأحداث صيدا المأساوية عن تلك التي سبقتها في
طرابلس لثلاثة أسباب.
الأول، لأن الفارق بين التكوين المذهبي للمدينتين وجوارهما مهمّ ولأن موقعيهما
الجغرافيّين يحدّدان أدواراً سياسية تتخطّى حدودهما العمرانية.
الثاني، لأن الاشتباكات في صيدا ليست محصورة بأطراف أهليّة تتقاتل على وقع التوتّر
السياسي في لبنان أو المعارك في سوريا، كما درجت العادة طرابلسياً، بل هي استهدفت
الجيش اللبناني وتحوّلت الى مواجهة كبيرة معه.
الثالث، لأن توقيتها يجيء بعد حرب القصير والذريعة "الاستباقية"
التي اعتمدها حزب الله كواحد من مبرّرات قتاله فوق الأرض السورية.