Monday, December 30, 2024

العام 2024: استمرار حرب إبادة ونهاية نظام إبادة

يندر أن تتلاطم الأحداث في سنة واحدة على هذا النحو الاستثنائي الذي شهدناه في آخر العام 2024.

ففي عشرة أيام، ترنّح نظام الأسد في سوريا ثم سقط وهرب رئيسه تاركاً خلفه مقابر جماعية وسجوناً وتماثيل ومرتزقة جاهزين لتبديل الولاءات.

سبق ذلك وقفٌ لإطلاق النار في لبنان بعد تدميرٍ وقتل وخرابٍ أصاب مدناً وبلدات وآلافاً من البشر.

وسبق ذلك أيضاً ورافقه واستمرّ من بعده إمعان إسرائيلي في الإبادة الجماعية في غزة، وسط صمت أو تواطئ عالميّ أو استنكارات لم يعد لها معنى أو طائل، رغم تطّور مهمّ يجدر ذكره ويرتبط بمسارات عدالة دولية مستقلّة.

سوريا: الحقّ في أن نفرح وحسب

يمكن أن نكتب اليوم، كمعنيّين وباحثين في الشأن السوري، عمّا ينتظر سوريا في المقبل من الأيام والسنوات من تحدّيات ومن تعامل مع مسائل وألغام خلّفها النظام الأسدي البائد. ويمكن أن نحافظ على حذر المراقبة ومسافة النقد اللازم تجاه كل تطوّر قد يحصل أو كل إجراء قد تتّخذه السلطات الجديدة في دمشق.

ويمكن أن نخوض في أفكار حول سُبل التعامل مع "المسألة الكردية "ومخاطر الاشتباك المُحتمل في الشمال الشرقي لسوريا، وأن نفكّر بشكل النظام الجديد ودستوره وحدود لامركزيته الضرورية لإدارة التنوّع والتعدّد وبعض مؤدّياتهما الترابية.

ويمكن أن نتحدّث عن أهمية العمل لرفع العقوبات الأميركية والأوروبية على الدولة السورية وإنهاء آثارها والشروع في ورش إعادة الإعمار وجذب الاستثمارات، وعن حلّ مشاكل الملكية الخاصة والعامة داخل سوريا بعد اختلاسات النظام المخلوع وممارساته وما تخلّلها من سطو ومصادرة وإتلاف مستندات. 

Sunday, December 15, 2024

سقوط "الأسد والأبد" وسجونهما

طوى السوريون قبل أسبوع صفحة من تاريخهم وتاريخ المنطقة والعالم استمرّت أكثر من نصف قرن. صفحة ما سُمّي بسوريا الأسد، أي تلك التي قامت على أساس احتكار السلطة بالقوة من قبل عائلة استندت في حكمها الى سبعة أركان.

الركن الأول هو ذاك المرتكز الى أجهزة مخابراتية وأمنية ووحدات عسكرية في الجيش، شديدة الولاء من خلال قادتها للعائلة الأسدية، وشديدة البطش دفاعاً عنها وعن نفسها وعن مكتسباتها، وشديدة التحسّب أيضاً لاحتمالات الانقلاب العسكري عليها. ولعبت خبرة حافظ الأسد في تكوين هذه الأجهزة والوحدات دوراً أساسياً وهو القابض على السلطة بعد ثلاثة انقلابات شارك في اثنين منها (في العامين 1963 و1966) وقاد الثالث (في العام 1970) مطيحاً (قتلاً أو سجناً) بكل من يمكن أن يهدّد سلطانه المطلق.

Thursday, December 5, 2024

أسئلة التصعيد العسكري في سوريا

تثير التطوّرات الميدانية المتسارعة في سوريا منذ أيام عدّة أسئلة حول أسبابها وتداعياتها وعلاقتها بمجموعة عوامل خارجية وداخلية.

ذلك أنه بعد سنوات من تراجع القتال وتثبيت السيطرة الترابية لكلّ طرف بتوافق روسي وتركي وإيراني (وبقبول أميركي)، ورغم بعض الخروقات وعمليات القصف التي نفّذتها قوات النظام ضد مدن وقرى ومخيّمات نازحين في الشمال الغربي، جاءت هجمات فصائل المعارضة وجبهة "فتح الشام" المتواصلة لتنهي "تجميد الصراع" بموجب ما عُرف بمسار آستانة، وتُبدِّل الواقع الميداني على نحو سريع ودراماتيكي.

فخلال أيام معدودة، انهارت مواقع الجيش السوري في أكثر من محور عسكري، وتغيّرت "الحدود" الداخلية، وأظهرت الخرائط التي تُتابع مباشرة أحوال الرقع الجغرافية التي تتحكّم بها الأطراف المتقاتلة تقدّم المعارضين و"فتح الشام" في عشرات البلدات ووصولهم بعد استعادة سراقب الى قلب مدينة حلب وسيطرتهم على قواعد عسكرية وعلى مطار أبو الظهور وعلى مساحات واسعة تُحيط بطريق دمشق حلب السريع.

فيروز والمخلوفي والحمراء وبيروت التسعينات

لا تستدعي تسعينات بيروت، بين نهاية الحرب الأهلية العام 1990 واندحار الاحتلال الإسرائيلي العام 2000، استذكاراً نوستالجياً لأحداثها أو لمآلات تطوّراتٍ سياسية واقتصادية وإعمارية وحربية حصلت خلالها. لكنّها تستعدي بلا شكّ استذكاراً للجهود وللبهجة والدهشة التي عرفتها ولألوان أمكنةٍ أليفة زالت، ويبدو كما لو أنها لم ترافقنا في حياتنا اليومية على مدى عقود.