لا شيء يعوّض الفقدان ولا أمر يُنسي كمّ التجارب والإنجازات والقراءات ومقدار اللهو والسمر التي كان يمكن لكاتب وأستاذ جامعي وناشط سياسي أن يحظى بها خلال عشرين عاماً، لو تيسّر له أن ينجو من مقتلةٍ، أو من مجزرة أطاحت بعمره إذ كان في الخامسة والأربعين، وأطاحت مع العمر بمشاريع واحتمالات وأحلام لم تعرف حدوداً أو تواضعاً أو اكتفاءً بما تحقّق.
ولا شيء يعوّض الشوق لصوتٍ ولابتسامةٍ أو
لفكرة أو نميمة أو لحدّة ذكاء وسرعة بديهة، أو حتى لنزعة غرور كانت ترافق سميراً
في الاجتماعات والسهرات على نحو يصعب أن يُبقي أحداً حيادياً تجاهه.
وتذَكُّرُه بعد عشرين عاماً من دويّ انفجار في سيارة ألفا روميو في بيروت يعني أيضاً تذكُّر سيرةٍ لم تكتمل لرفيق وصديق وشريك في عمل سياسي لم يكتمل بدوره في لبنان. والأرجح أن مصرعه كان من أسباب عدم الاكتمال.