تحلّ ذكرى الحرب الأهلية اللبنانية هذا العام، في لحظة تشهد فيها البلاد انقسامات حادة، وتتكرّر فيها الأحداث الأمنية، وآخرها الاعتداء الذي استهدف الجيش اللبناني على طريق تمنين التحتا في البقاع الشمالي.
- وثانيهما جديد تأسّس العام الماضي في 7 أيار، وهو فتح الباب على ما كنّا خلنا أنه وراءنا، وأعادنا بسرعة قياسية الى ذكريات الاقتتال والاجتياحات وقطع الطرقات وحرق المؤسسات.

ولعلّ خطورته مضاعفة لأنه جاء من قوى أساسية، خاضت الحرب وظلّت وحدها بعدها مدجّجة بالسلاح. وهي تقود اليوم معسكراً سياسياً يتقدّم للانتخابات النيابية القادمة ويتحدّث عن حكم البلاد أو المشاركة في إدارتها بثلث معطّل، قد لا تكون المؤسسات وحدها مسرحاً له، بل حتى الشوارع والأحياء، إن اقتضى الأمر.
بهذا المعنى، تحلّ ذكرى 13 نيسان علينا هذا العام، لتعطف على المتراكم والمتجدّد سنويّاً، بُعداً جديداً يفتح ملفات كانت حتى الآن مطويّة، ويُنذر بجعل الذكريات المباشرة أو المتناقلة والمتوارثة حيّةً، تقع في متناول العين والأذن واللسان واليدين، يغطّيها الإعلام بوصفها أحداثاً راهنة، لا بحثاً في الأرشيف أو تحقيقات وثائقية عن حقبة غابرة.
زياد ماجد