ما الذي يجعل صورة الطبيب الفلسطيني حسام أبو صفية وهو يسير فوق حطام مستشفى كمال عدوان في شمال غزة نحو دبّابتين إسرائيليّتين أيقونيةً الى هذا الحدّ؟ أهي عناصر التراجيديا الإنسانية التي بإمكانها تخطّي كل حدودٍ جغرافية أو زمنية؟ أم هي عناصر الجغرافيا والزمن المحدّدة التي تجعلها الأكثر دقّة وتعبيراً عن الملحمة الغزاوية وعن أحوال فلسطين المحتلّة في أواخر كانون الأول – ديسمبر 2024 حين التُقطت الصورة؟
لا شكّ أن جوانب من الجواب تكمن في شمول الصورة على العناصر المذكورة جميعها، موضعية وزمنية أو متخطّية لموضعها وزمنها، وهي توثّق للحظة استثنائية القسوة كونياً (إنسانياً) وفلسطينياً: لحظة خروج طبيب بعد تدمير مستشفاه وقتل أو تشريد العاملين والمصابين فيه، وسَيرِه بثوبه الأبيض نحو البرابرة المدجّجين بآلات الموت التي تجثم فوق الحطام العظيم.