لا شكّ أن قسماً متزايداً من
المواطنين اللبنانيين يشعرون بغُربة عن الاصطفافين السياسيّين الرئيسيّين في
البلاد. ولا شك أيضاً أن من حقّ هؤلاء التعبير عن غُربتهم هذه وعن رفضهم لمواقف
الطرفين ولممارسات بعض أتباعهما في الشوارع قطعاً للطرقات أحياناً وتبادلاً لإطلاق
النار أحياناً أخرى.
وإذا كان صحيحاً القول إن
الطرفين يتساويان في الكثير من مفردات خطاباتهما وفي أكثر سمات ثقافاتهما السياسية
إضجاراً وتحريضاً مذهبياً، وإذا كان صحيحاً كذلك التسليم بارتباطاتهما بحلفاء
خارجيين، فما ليس صحيحاً على الاطلاق هو اعتبارهما متساويَين في القدرات والمسؤوليات
عن تفاقم الأمور أو في أشكال الارتباطات وتبعاتها.