Sunday, February 20, 2022

اليسار الفرنسي المأزوم في هويّته وفي قواه

لم يعرف اليسار الفرنسي منذ قيام الجمهورية الخامسة العام 1958 حالة تراجع وتردٍّ كالتي يعرفها منذ أربع سنوات. ولا شكّ أن الانتخابات الرئاسية المقبلة في شهر نيسان/أبريل المقبل ستُترجِم هذا التراجع إلى ما هو أسوأ نتيجة لليسار منذ عشرات السنين.

ولهذا التراجع أسباب عديدة، فكرية وسياسية وتنظيمية.

السبب الأول من بينها، وهو لا يُذكر كفايةً، برنامجي، اقتصادي-اجتماعي. ذلك أن فرنسا اليوم هي (مع السويد) أكثر الدول الغربية محافَظةً على إرث اشتراكي وعلى دور رعائي للدولة، رغم كل محاولات قضمه في العقود الأخيرة ورغم تقليص الموازنات الاجتماعية والسعي لتغيير قوانين وتشريعات بحجّة الإصلاح وتحسين الشروط التنافسية للقطاعات الاقتصادية الفرنسية.

Monday, February 7, 2022

صورة روسيا في مخيّلتين غربيّتين يساريّة ويمينيّة متطرّفة

تحوّلت روسيا منذ حوالي العشر سنوات الى فاعل سياسي دولي يملك بعض خصائص القوّة العظمى، رغم كون اقتصاده متوسّط الحجم وبطيء النموّ (تحتلّ روسيا المركز الحادي عشر عالمياً)، ويجذب بموازاة عدوانيّته العسكرية، المباشرة في بلدان عديدة (من جورجيا الى أوكرانيا وصولاً الى سوريا) وغير المباشرة عبر مرتزقة شركة "فاغنر"، تأييداً في مناطق عانت تاريخياً من هيمنة سياسية واقتصادية وأحياناً حربية أمريكية أو استعمارية غربية (بريطانيّة وفرنسيّة بخاصة).

وإذا كان ذلك يُفسَّر بردّة فعل أو بنكايةٍ أو ببحثٍ عن قويّ يواجه أقوياء آخرين مارسوا ويمارسون القسوة والاستغلال، فإن تفسيره المذكور لا يستقيم إن دقّقنا في مواقف أطراف سياسية في الغرب، بعضها يساريّ وبعضها الآخر يمينيّ متطرّف.