الصديقات والأصدقاء
نجتمع اليوم لنحيّي ذكرى الصديقة الراحلة مي سكاف، ولنحيّي معها ذكرى
أحبّة كثر رحلوا في سوريا وفي المنافي في السنوات السبع الأخيرة.
لكنّنا نجتمع أيضاً لنتمسّك ببعضٍ من أمل تُعيد بعثه مظاهرات إدلب
وراياتُها وشعاراتها، ليس لأن موازين القوى الراهنة قد تتغيّر، ولا لأن العودة الى
العام 2011 ما زالت ممكنة. بل لأن المظاهرات هذه، وفي صفوفها أطياف من سوريّين
وسوريّات من مختلف المناطق، من درعا والغوطة وريف دمشق، ومن حمص وحماه وحلب والرقة
وتدمر ودير الزور، تثبت أن الناس ما زالوا بأكثريّتهم، ما أن يتوقّف القصف الروسي
والإيراني والأسديّ عليهم والقمع ضدّهم، متمسّكين بإسقاط نظام القتل والتعذيب والتعفيش،
يرفعون حين يُترك لهم الخيار علم الثورة وما يرمز إليه، بعيداً عن كلّ الأعلام
والرايات الفصائلية الضيّقة، وبعيداً بشكل خاص عن رايات السواد التي أراد
المزوّرون ومروّجو الأسدية تصويرها كبديل وحيد عن نظامهم وسياساته.