تبدو مدرّجات ملاعب كرة القدم المهجورة رغم استمرار المسابقات واحتدام البطولات وإتمام الصفقات والتعاقدات من أكثر ما يجسّد المفارقات والتناقضات التي عشناها طيلة العام 2020 وإيقاعاته المتباينة.
فمشاهدة المباريات عبر الشاشات ومتابعة النتائج والتعليقات عليها يعطيان الانطباع لوهلة أن الأمور طبيعية، وأن الزمن الناظم للأسبوع وفق جدول كروي لم يتبدّل، ومثله البثّ المباشر وما نقف عليه من جهد وحركة وسرعة على أرض الملعب مضبوطة جميعها الى ساعة حكمٍ تعلن بدايةً ونهايةً وأوقاتاً مستقطعة. لكن مفاجأة سماع أصوات اللاعبين والمدرّبين والحكّام إذ يتبادلون بعض العبارات أو التعليمات والاستفسارات أو يصرخون فرحاً أو استياءً أو ألماً، يذكّرنا أن صمتاً ثقيلاً يُحيط بهم أتاحه غيابُ المشجّعين عن المدرّجات، وأنهم في موقع معزول ومسيّج بالحواجز ومنع المرور، يركضون وحيدين داخله ويحتفلون أو ينكسرون أمام عدسات هي منفذهم الوحيد الى مشاعر البشر الآخرين وانفعالاتهم. كأنّهم يمثّلون اللعب أمام الكاميرات لتنقل لنا ما يفعلون، فنمثّل بدورنا ونُسرّ أو نسأم كما لو أننا في أمسية حياة عادية اقتطعنا منها على سابق عهدنا وقتاً للمباراة المنتظرة وحماسها.