Sunday, December 27, 2020

عام التمثيل والافتراض أمام الشاشات وخلفها

 تبدو مدرّجات ملاعب كرة القدم المهجورة رغم استمرار المسابقات واحتدام البطولات وإتمام الصفقات والتعاقدات من أكثر ما يجسّد المفارقات والتناقضات التي عشناها طيلة العام 2020 وإيقاعاته المتباينة.

فمشاهدة المباريات عبر الشاشات ومتابعة النتائج والتعليقات عليها يعطيان الانطباع لوهلة أن الأمور طبيعية، وأن الزمن الناظم للأسبوع وفق جدول كروي لم يتبدّل، ومثله البثّ المباشر وما نقف عليه من جهد وحركة وسرعة على أرض الملعب مضبوطة جميعها الى ساعة حكمٍ تعلن بدايةً ونهايةً وأوقاتاً مستقطعة. لكن مفاجأة سماع أصوات اللاعبين والمدرّبين والحكّام إذ يتبادلون بعض العبارات أو التعليمات والاستفسارات أو يصرخون فرحاً أو استياءً أو ألماً، يذكّرنا أن صمتاً ثقيلاً يُحيط بهم أتاحه غيابُ المشجّعين عن المدرّجات، وأنهم في موقع معزول ومسيّج بالحواجز ومنع المرور، يركضون وحيدين داخله ويحتفلون أو ينكسرون أمام عدسات هي منفذهم الوحيد الى مشاعر البشر الآخرين وانفعالاتهم. كأنّهم يمثّلون اللعب أمام الكاميرات لتنقل لنا ما يفعلون، فنمثّل بدورنا ونُسرّ أو نسأم كما لو أننا في أمسية حياة عادية اقتطعنا منها على سابق عهدنا وقتاً للمباراة المنتظرة وحماسها.

Sunday, December 13, 2020

أهوال العام 2013 التي غيّرت سوريا والعالم

 مرّت في العاشر من شهر كانون الأول/ديسمبر الجاري الذكرى السابعة لاختطاف مجموعةٍ، تُشير جميع القرائن الى انتمائها الى "جيش الإسلام"، أربعةً من أبهى وجوه الثورة السورية المغدورة في مدينة دوما في غوطة دمشق الغربية: رزان زيتونة وسميرة الخليل ووائل حمادة وناظم حمادي.

قبل اختطافهم بشهرين، كان نظام الأسد في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2013 قد تمكّن من اعتقال فائق المير في دمشق، بعد أن غيّب أو قتل في السنتين الأوليين اللتين تلتا اندلاع الثورة أفراداً مثل عمر عزيز ويحيى الشربجي وغياث مطر ومعن العودات وفاتن رجب وجهاد محمد وعلي الشهابي وخليل معتوق وعبد العزيز الخيّر، وتكفّل حلفاؤه باغتيال مشعل تمّو، واضطر الى مغادرة سوريا بعد تعذّر التخفّي داخلها العشرات من أمثالهم، ممّن كانوا على اختلاف منابتهم وتجاربهم ومقارباتهم السياسية ونشاطهم، قادةً محليّين أو ناشطين سياسيّين أصحاب مشروعية شعبية وخطاب وطني وعلاقات تهدّد النظام وفلسفته الطائفية للسياسة والعنف والاصطفاف في سوريا.