توقّفت أخيراً حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرّة منذ عامين. توقّفت بأمر أمريكي نتيجة أربعة عوامل. أوّلها ضغط حلفاء دونالد ترامب الأوروبيين عليه، بعد وصول الأمور الى درجة من التوحّش لم يعد بوسعهم الصمت تجاهها، كما صمتوا أو تواطأوا خلال أكثر من عام ونصف. وضغطهم هذا سببه بدوره ضغط الرأي العام والمجتمعات المدنية الغربية التي تحرّكت على نحو غير مسبوق في العالم منذ حرب فييتنام والانتفاضات الطلابية الكبرى قبل أكثر من نصف قرن.
العامل الثاني، هو ضغط حلفاء ترامب الإقليميين، وتحديداً دول الخليج وتركيا، خاصة بعد الهجوم الإسرائيلي في الدوحة، الذي ولَو سبق أن سمح به ترامب نفسه (أو لم يعارضه)، فإنه أحرجه لاحقاً نتيجة فشله ونتيجة غضب قطر والسعودية من وقوعه ومن خطره على أمنهما الوطني كسابقة لا ضمانة لعدم تكرارها، في ظلّ عدم تشغيل الدفاعات الصاروخية التي اشتروها من الأميركيين وأنفقوا عليها وعلى غيرها من العتاد الأمريكي عشرات المليارات من الدولارات.