بيان لكتّاب وفنانين وناشطين ومثقّفين من سوريا ولبنان ومصر وفلسطين والمغرب وتونس والعراق
"لا يسعنا المضيّ في الصمت عن الطريقة الوحشية، التي تخالف كل شرائع حقوق الإنسان، والتي تتعامل بها السلطات الديكتاتوريّة في سوريّا مع الحركة السلميّة والمدنيّة المعبّرة عن توق السوريّين إلى حياة حرّة كريمة.
فأعمال القتل والترهيب والاعتقال العشوائيّ، المصحوبة بإفراط في الدعاية الكاذبة والمفبركة التي تحتقر العقل، كلّ عقل، إنّما تبرهن أنّ النظام السوريّ لم يتعلّم شيئاً من تجارب الأنظمة التي سبقته إلى التهاوي.
لقد اختار النظام المذكور الحلّ القذّافي لتجاوز مأزقه، من دون أن يتنبّه إلى أنّ الحلّ المذكور لا يحلّ شيئاً، بل يعمّق مأزقه ذاته ويقضي على ما تبقّى من شرعيّته الهزيلة أصلاً، فيما يزيد عذابات الشعب السوريّ ومراراته، ويعرّض خيرة أبناء سوريّا لقسوة ظالمة لا يستحقونها ولا يستحقّها أيٌ كان.
فهذه الطريق التي يسلكها النظام، بما فيها من تجريم الحركة الشعبيّة وتخوينها بلغة تآمريّة مبتذلة وممجوجة، لا تفعل سوى إضعاف سوريّا التي يزعم النظام أنّه يدافع عن مناعتها وقوّتها.
ولن يكون ممكناً، في آخر المطاف، الوقوف في وجه شعب أثبت، المرّة بعد المرّة، أنّه مصرّ على التضحية للوصول إلى الحرّيّة والكرامة، شأنه في ذلك شأن الشعوب الحرّة والكريمة كافّة. كما لن يكون إلاّ عبثاً توهّم إبطاء المستقبل الذي تتّجه نحوه بلدان الأرض قاطبة بقوّة الماضي.
ونحن، إذ نعلن وقوفنا الكامل إلى جانب الحركة الشعبيّة السوريّة ومطالبها الديمقراطيّة، نطالب بتقديم كلّ دعم سلمي يمكن تقديمه لها، وأوّل الدعم الكفّ عن هذا التعتيم الإعلاميّ الذي يستهدفها.
فسوريّا حرّة وديمقراطيّة مكسب للسوريّين ومكسب للبنانيّين أيضاً، فضلاً عن كونها مكسباً للحريّة والديمقراطيّة في كلّ أنحاء المعمورة".