بعد أن نجح نواف سلام، مدعوماً من رئيس الجمهورية جوزف عون، في تشكيل حكومة هي أفضل الممكن في ظل النظام الطائفي وفي ظل موازين القوى في المجلس النيابي، متجاوزاً لأول مرة منذ العام 2008 قدرة هذا الطرف أو ذاك على تعطيل السلطة التنفيذية، وبعد أن ضمّت الحكومة أشخاصاً مثل طارق متري وغسان سلامة يُشهد لهم بالاستقامة السياسية والخبرة الديبلوماسية والثراء الثقافي، وبعد أن صدر بيان وزاري دقيق في توازناته وواضح في تحديد مهامه الجسام للأشهر الستة عشر المقبلة، طرأ على المشهد اللبناني عنصر توتّر خطير ينبغي التفكير الجدّي بمؤدّياته.
ذلك أن إسرائيل قرّرت عدم الانسحاب من خمسة مواقع استراتيجية احتلّتها خلال حربها الأخيرة مع حزب الله في جنوب لبنان، وقرّرت تحصينها وإبقاء وحدات عسكرية فيها، وسط مناطق دمّرتها بالكامل.