Friday, February 28, 2025

الاحتلال الإسرائيلي والابتزاز التطبيعي

بعد أن نجح نواف سلام، مدعوماً من رئيس الجمهورية جوزف عون، في تشكيل حكومة هي أفضل الممكن في ظل النظام الطائفي وفي ظل موازين القوى في المجلس النيابي، متجاوزاً لأول مرة منذ العام 2008 قدرة هذا الطرف أو ذاك على تعطيل السلطة التنفيذية، وبعد أن ضمّت الحكومة أشخاصاً مثل طارق متري وغسان سلامة يُشهد لهم بالاستقامة السياسية والخبرة الديبلوماسية والثراء الثقافي، وبعد أن صدر بيان وزاري دقيق في توازناته وواضح في تحديد مهامه الجسام للأشهر الستة عشر المقبلة، طرأ على المشهد اللبناني عنصر توتّر خطير ينبغي التفكير الجدّي بمؤدّياته. 

ذلك أن إسرائيل قرّرت عدم الانسحاب من خمسة مواقع استراتيجية احتلّتها خلال حربها الأخيرة مع حزب الله في جنوب لبنان، وقرّرت تحصينها وإبقاء وحدات عسكرية فيها، وسط مناطق دمّرتها بالكامل.

Tuesday, February 11, 2025

عن "الاستعصاء الشيعي" لبنانياً

يشهد لبنان منذ انتخاب رئيس جمهورية جديد هو قائد الجيش السابق جوزف عون، ثم تكليف رئيس حكومة إصلاحي من خارج الطبقة السياسية هو الحقوقي نواف سلام، تجاذبات حادة بين التوّاقين الى انطلاقةٍ جديدة للدولة اللبنانية وإعادة بناءٍ لمؤسساتها من ناحية، وبين الباحثين عن استمرارية النظام السياسي نفسه مع تعديلات في موازين القوى داخله وسعي للاستفادة من دعم مالي إقليمي ودولي في انتظار الانتخابات النيابية المقبلة من ناحية ثانية.

وتخترق تيارات سياسية وطائفية الاصطفاف هذا في ضفّتيه، فتتقاطع مواقفها ومصالحها عن قناعة أو عن انتهازية حيناً، ثم تتصادم أو تتباين حيناً آخر، مع استثناء وحيد، يكاد يكون استعصاء، هو استثناء "الثنائي الشيعي" كما يُسمى، أي تحالف حزب الله وحركة أمل.