تُثير عملية اغتيال الباحث والناشط السياسي اللبناني لقمان سليم في بلدٍ شهد منذ ستينات القرن الماضي مئات الاغتيالات لصحافيين ومثقفين وسياسيين، وعرف بعد انتهاء حربه الأهلية اغتيالات إضافية تحوّلت بين العامين 2004 و2013 الى أداةَ تصفيةِ حساباتٍ وتثبيت معادلات وموازين قوى وإرسال رسائل داخلية وخارجية، خشيةً من عودة آلة القتل لافتراس أفرادٍ في مرحلة محكومةٍ محلياً بالانهيارات السياسية والاقتصادية والصحية ومُقبلة إقليمياً على مفاوضات وتوتّرات وتسويات.
وإذا كان القاسم المشترك الأبرز في جميع الاغتيالات الواقعة بعد العام 2004 خصومةَ ضحاياها للنظام السوري ولحزب الله، فإن في الاغتيال الأخير ما يضيف على المشترِك هذا أن الضحية خُطف قبل تصفيته أو قبل تنفيذ حُكم إعدامٍ متّخذ بحقّه ومُحتفى به في شعارات سابقة ولاحقة أُلصقت على جدار دارته وعلى صفحته الفايسبوكية وفي مقالات صحفية خوّنته وكالت عليه الاتهامات.