ورقة حول آخر التطوّرات السورية (يوليو - أغسطس 2017)، منشورة في "مركز الجزيرة للدراسات".
ملخّص تنفيذي
أبرم البيت الأبيض تفاهماً
مبدئياً مع موسكو، تُفوّض واشنطن بموجبه روسيا بإدارة "النزاع السوري" وتنسيق
الجهود لحلّه وفق أولويّتين: "الحرب على الإرهاب" و"تخفيض مستوى
العنف بين النظام والمعارضة". وقد أبلغ الرئيس الأميركي دونالد ترامب نظيره
فلاديمير بوتين خلال لقائهما في قمّة العشرين في ألمانيا في يوليو الفائت بموجِبات
هذا التفويض.
ويمكن القول إن الجديد في التفاهم
المذكور يتمحور حول القبول الصريح بإبقاء الأسد لفترة تقرّرها موسكو، والتركيز على
المعارك شمال شرق وشرق سوريا ضد "تنظيم الدولة الإسلامية" وتجميد القتال
في الجنوب السوري كما في وسط البلاد، وتأجيل البتّ في وضع الشمال بانتظار ما قد تؤول
إليه التطوّرات هناك.
وهذا إن تمّ، يعني أن الإدارة
الروسية للمسألة السورية ستُنهي الدور السياسي للأمم المتّحدة وما ترتّب عن لقاءات
جنيف من قرارات، لا سيّما في ما خصّ انتقال السلطة في دمشق.
بذلك، تتحوّل القضية السورية
الى قضية تقنية لا بحث جدّياً في مساراتها السياسية، ويتكرّس تقاسم نفوذٍ روسي أميركي في جغرافيّتها، تبدو
إيران براغماتية تجاهه مع تمسّكها بالسيطرة على حدود سوريا مع العراق ولبنان، فيما
تسعى تركيا الى عرقلة استتباب سيطرة القوى الكردية على حدودها. أما الأردن
المُهيّأ للعب دور رئيسي جنوباً، فينتظر كما الصين وأوروبا ومعظم الدول العربية، استتباب
الأمور على توازن واضحٍ ليتعامل مع الأوضاع الجديدة.