يصعب تخيّل ما جرى لِفاطمة*،
ويصعب وصف الصمت الذي ابتلع أصوات المتفرّجين على موتِها. وأظنّ الأعمال الفنّية الفايسبوكية
التي أعادت لها الرأس وصوّرته بستان ورودٍ أو قمراً أو شمساً إنما جهدت لتعويض
الصمت المرعب هذا والتخفيف عن فاطمة وعن محبّيها وعنّا جميعاً.
فماذا يمكن فعله لطفلة سوريّة "فقدت"
رأسها؟! وما الذي يمكن قوله لبنيّة استلقت بفستانها على الأرض فاتحةً ذراعيها،
فالتصق كتفاها الصغيران النازفان بالحائط مباشرةً...